اعتنت الدول المتقدمة عناية بالغة بالعلوم والرياضيات ، ولذا فإن الفضل يعود للتقدم التقني والتكنولوجي الحاصل حاليا إلى هذا الاهتمام حيث أن الدولة الأقوى هي الدولة التي تملك مقاليد العلوم والتكنولوجيا ، ولديها مخرجات قوية في الكادر التعليمي في الرياضيات والعلوم .
ومن هنا ظهرت المسابقات الدولية ومشاريع التطوير وكانت TIMSSمن أبرز هذه المسابقات وهي دراسة للتوجهات الدولية للعلوم والرياضيات وعبارة عن اختبار تحصيلي للطلبة في المرحلتين ( الرابع و الثامن ) وطرح بعض الاستبيانات لهؤلاء الطلبة وأولياء أمورهم ويتم فيها قياس مدى تقدمهم ، تعتني بهذه الدراسة وتشرف عليها الرابطة الدولية للتقويم التربوي (IEA) منذ 1988م وحتى الآن ضمن سلسلة دورية كل أربع سنوات كانت آخرها في عام 2015 ونشرت النتائج في الموقع الرسمي لـ TIMSS وحصلت سنغافورا على المركز الأول وهونغ كونغ المركز الثاني وكوريا المركز الثالث
والآن وفي عام 2019 نحن والعالم بانتظار الإقدام على هذه الدراسة في دورتها السابعة، وأقول نحن لأن المملكة العربية السعودية تشارك في هذه المسابقة منذ عام 2003 ولكنها للأسف ترصد مستويات متدنية عن ماهي عليه الدول الأخرى
الأمر الذي دعا الباحثين لمناقشة ودراسة هذه النتائج سعيا وراء التقدم، منها دراسة وضحى القحطاني (2012) والذي أشارت إلى أن هناك تدني في مستوى المناهج الدراسية وعدم توافقها مع معايير TIMSS-2015 وقد أوصت الباحثة بالاستفادة من تجارب الدول المشاركة التي حصلت على مستويات تحصيل فوق المتوسط .
وكذلك دراسة المسرحي (2015) والذي أوضحت أيضا عدم توافق الكتب المدرسية مع معايير TIMSS-2015 وفي ضوء عدم التوافق تم إعداد تصور مقترح لتطوير منهج الرياضيات بالمرحلة الابتدائية
وبعد كم هائل من الدراسات والبحث والتحري وطرح الدورات التعليمية للمعلمين في وزارة التعليم ،وبعد مشاركة المملكة في آخر دورة
تستمر مملكتي الحبيبة في تدني المستوى التحصيلي بين الدول وللأسف فقد رصدت مراكز أخيره ومتأخرة جدا في الدورة الأخيرة
وإنه ليحزنني أن نكون في الأخير ونحن نملك كم هائل من وسائل التعليم ونطبق جميع الاستراتيجيات ويسجل معلمينا جوائز للتميز
وهل يكون هناك تميز لمعلم لم يتقدم طلابه بخطوة للأمام.
وهل تحقق المدارس حقا الجودة المفعله في كل عام وطلابها لايفهمون أسئلة اختبارات TIMSS؟!
وهل نحن راضين بهذا النوع من المخرجات
كل هذه الأسئلة تحتاج من وزارة التعليم إجابة
ولأجل أن نشارك في مسابقات عالمية وعلمية يجب أن نكون نحن وطلابنا مستعدين لهذا الاختبار
وأنا أجزم أن الكثير من معلمي الرياضيات والعلوم لايعرفون أصلا هذا الاختبار وهذا دليل ضعف استعدادنا له كما أن هناك الكثير من الطلبة الخبراء بالدوري الدولي الجهلة بدوري TIMSS
وكل ما أرجوه واتمناه من وزارة التعليم أن تخوض السباق بجدية أكثر وجدارة
وهذا لن يكون إلى إذا
– تم تعميم وتوضيح المسابقة لجميع المدارس
– محاكاة المناهج التعليمية في سنغافورا
– العناية بمعلم الرياضيات والعلوم وتفريغه من المهام الجانبية للتركيز على المناهج التعليمية
– الاستعداد الكافي في المدارس بشكل عام وللعينة المختارة بشكل خاص
كانت مقالة اجتهدت فيها على بث مافي خاطري ورسالة تقدير وإجلال وبضع امنيات لعلها أن تصل مع كل الشكر والتقدير
أروى بنت عبدالعزيز علي السالم
معلمة رياضيات
ابتدائية جبة عام