حظي التعليم في المملكة بوافر الاهتمام منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود – طيب الله ثراها – حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله -، وصولا لرؤية 2030م التي رسمت من خلالها المملكة انطلاقة جديدة نحو التميز والرقي في تجويد وتطوير التعليم بشتى مراحله ومختلف مناهجه وطرقه.
ولكون نتائجها أحد مؤشرات هذه الرؤية الطموحة، فقد حرصت وزارة التعليم على المشاركة في الاختبارات الدولية في الرياضيات والعلوم (TIMSS) نظرا لما تمثله هذه الاختبارات من أهمية كبيرة للارتقاء بمستوى التعليم لتحقيق أهداف هذه الرؤية التي يأتي التعليم في صدارة ركائزها التنموية.
وتأتي المشاركة السعودية في اختبارات TIMSS التي تتولى هيئة تقويم التعليم والتدريب ممثلةً في المركز الوطني للقياس تطبيقها بالتعاون مع عدد من المنظمات الدولية في أكثر من 60 دولة، تفعيلاً لخطط التنمية والتطوير التي تنتهجها الوزارة لتطوير التعليم وتحسين مخرجاته، كما تأتي استمرارا للمستويات والنتائج المتقدمة لبعض المدارس التي يشارك طلابها في المحافل الدولية، وتقديمها أرقاما تنافسية مشرفة.
وتعكس المشاركة السعودية في اختباراتTIMSS مستوى الاهتمام الذي توليه المملكة لقطاع التعليم من موارد وإمكانات للوصول به إلى أعلى المستويات، وتحقيق الطموحات المرجوة برفع المستوى التحصيلي لأبنائنا وبناتنا، ورفع أسهم ترتيب المملكة في هذه الاختبارات، التي تسعى غالب النظم التعليمية العالمية للمشاركة فيها، لإبراز قوة وجودة وتميّز نظامها التعليمي، والاستفادة والاحتكاك وتقييم النظام التعليمي وعملياته ومستوى أدائه، رغبة منها في اللحاق بركب الدول المتفوقة في هذا المجال.
وقد شهدت المملكة أول اختبارات TIMSS عام 2003م، وتوالت بعدها المشاركات السعودية في الدورات المتعاقبة (2007م، 2011، 2015) وصولا إلى الدورة الحالية 2019 والتي قام المركز الوطني للقياس في شهر أبريل الماضي بتجريبيها على عينة من طلاب وطالبات الصف الرابع الابتدائي والثاني المتوسط، والبالغ عددهم نحو 2600 طالب وطالبة، يمثلون 55 مدرسة على مستوى المملكة، وقد شملت الاختبارات عدة استبانات شارك فيها نحو 55 قائد وقائدة مدرسة، و 130 معلمًا ومعلمة، و 1150 وليّ أمر.
ولمن لم يسمع باختبارات TIMSS التي تعرف رسميًا باسم توجهات الدراسات الدولية في الرياضيات والعلوم
Trends in International Math and Science Study
ويرمز لها اختصارًا بـ( TIMSS) فهي تعد أحد المؤشرات العالمية للتعبير عن جودة التعليم (في مجالي العلوم والرياضيات) على مستوى العالم.
وترتكز اختبارات TIMSS التي تستهدف الطلاب من الصفين الرابع والثامن الأساسيين في معظم الدول المشاركة أو ما يعادلهما وفق النظام المعمول به في كل دولة في إجراءاتها على أساس المقارنة لقياس قدرات المتعلمين وتحديداً الصف الرابع الابتدائي والثاني المتوسط ومقارنة تحصيلهم في مادتي الرياضيات والعلوم، ودراسة أوجه الاختلاف بين النظم التربوية في تلك الدول، لتحسين عملية التعليم والتعلّم.
وقد بدأ تطبيق هذه الاختبارات في عام 1964م ويعود تاريخ إجراء أول دراسة دولية في مادة الرياضيات لعام 1966م، وهي الدراسة التي عُرفت باسم (FIMS)، حيث تم تقويم أداء الطلاب أيضًا في مادة العلوم إلى جانب ست مواد أخرى في عامي 1970/1971م وشاركت في هذه المسابقة 13 دولة، وظلت كل من الرياضيات والعلوم، محل اهتمام وتركيز البحوث التربوية الكبرى، التي نُفذت في الأعوام 1980/1984م على التوالي.
وفي عام 1990م قرر الاجتماع العام للجمعية الدولية لتقييم التحصيل التربوي القيام بتقويم أداء الطلاب في مادتي الرياضيات والعلوم معًا على نحو دوري كل أربع سنوات وشكّل ذلك القرار بداية الدراسات الدولية الموسعة لقياس اتجاهات أداء الطلاب، ليبدأ إجراء الدراسة الدولية في الرياضيات والعلوم المعروفة باسم(TIMSS) التي تم تنفيذها لأول مرة في عام 1995م ثم تكرر إجراؤها بعد ذلك كل أربع سنوات، وكان آخر تطبيق لها في عام 2015م ويأتي هذا العام 2019 كوعد جديد لها.
وتتمثل أهمية هذه الاختبارات في توفير معلومات وطنية وعالمية قياسية للدول المشاركة حول أداء سياساتها واستراتيجياتها ومؤسساتها المعنية بالتعليم الأساسي، وحول المناهج والتعليم والمدارس والمعلمين والطلاب، بحيث تمكّن من قياس مستويات الأداء في تعليم مادتي الرياضيات والعلوم واتجاهات التغير فيها ، باعتبار هاتين المادتين تمثلان الأساس في أي نظام تعليمي لبناء مجتمع متطور علميًا وتقنيًا.
لا شك عندي أن خــوض المملكة غمــار المنافســة الدوليــة مــع الــدول المتقدمــة في اختبارات TIMSS بمــا تمثلــه نتائجها مــن مدخــلات مهمــة لتطويــر مناهــج العلــوم والرياضيــات وتحديثهــا، وكذلــك في تطويــر برامــج التنميــة المهنيــة لإعداد المعلمين وتأهيلهــم، سيكون له دوره المحوري نحو بناء مجتمع المعرفة السعودي من خلال تشـخيص واقـع التعليـم واســتيعاب مفاهيــم وقيــم ومتطلبـات المرحلـة الحالية والمسـتقبلية باسـتخدام أدوات معياريــة متكاملــة تســتند إلى أفضــل التجــارب، والممارســات العالميــة .
وحتى نضمن تحقيق أعلى قدر من الجودة والدقة خلال مشاركتنا فيها، علينا تكثيف وتضافر الجهود بين الوزارة والأسر والمؤسسات الأخرى المعنية بثقافة الطفل وتعليمه وبنائه؛ لإنجاح أعمال هذه الاختبارات وتحقيق الأفضل لوطننا بإذن الله والحصول على مراكز متقدمة تعكس واقع التعليم في المملكة بين الدول المشاركة، والوصول إلى أهم وأفضل الوسائل المؤدية الى معدلات تحصيل عالية لتحقيق الأهداف العامة للتعليم وتلبية متطلبات تحديثه.
وفي الختام نتنمى التوفيق والنجاح لطلابنا وطالباتنا من كافة الإدارات العامة للتعليم بالمملكة عموما في هذه الاختبارات التي ستجرى في الثلث الأول من شهر أبريل المقبل ، ونخص طلابنا وطالباتنا بمنطقة حائل التي تشارك إدارة تعليمها بإحدى عشر مدرسة للبنين وللبنات خمسة مدارس للبنين وستة مدارس للبنات ،حيث تأتي قائمة أسماء المدارس المطبقة للاختبارات الدولية TIMSS2019 ابتدائية التعاون التابعة لمكتب تعليم الشملي وابتدائية الزهراء ومتوسطة الخبة التابعة لمكتب تعليم موقق ومتوسطة تحفيظ القران الكريم بحائل التابعة لمكتب جنوب حائل ومتوسطة الشويمس التابعة لمكتب تعليم الحائط كما جاءت قائمة مدارس البنات الابتدائية الثامنة والثلاثون بمكتب جنوب حائل و الابتدائية الرابعة والخمسون بمكتب شمال حائل والابتدائية الحادية والعشرون والمتوسطة السادسة بحائل التابعة لمكتب تعليم شرق حائل وكذلك متوسطة الشعلانية بمكتب تعليم بقعاء ومتوسطة الشنان بمكتب تعليم الشنان هذه القائمة جاهزون بإذن الله تعالى و قـادرون علـى المنافسـة وإحـداث التغيـر المنشـود، وتقليـص الفجـوة في نتائج الـدورة السـابقة 2015م لتحقيق رؤية المملكة 2030.
كتب : عيد بن عبيد
تعليم حائل – مكتب التعليم بالحائط
27 / 7 / 1440 هــ